هنا مقال مختلف عما اعتدنا تقديمه للصغار ، هنا قصة قصيرة مكتوبة عن كفالة اليتيم للاطفال والكبار فلقد حثنا ديننا الحنيف عن الاهتمام وعاية الأيتام والحفاظ على مشاعرهم دون نظرات متدنية تأذيهم وتشعرهم بالألم
وتزامنًا مع يوم اليتيم جاءت قصتنا اليوم لتوضيح معنى وأهمية كفالة اليتيم
قال تعالى :“فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ” سورة الضحى
قصة قصيرة عن كفالة اليتيم للاطفال مكتوبة
هنا قبل أن نبدأ القصة سنشير إلى معنى مفهوم كفالة اليتيم فقد وصى الله عز وجل على الطفل اليتيم،فيجب علينا العطف عليه ومعاملته معاملة حسنة، فهو فقد والديه أو أحدهما
فالأب والأم هما السند في الحياة، ويعتبر فقدان الوالدين أو أحدهما في الصغر من الأمور الصعبة وأشقها على الفرد.
فالأب هو المعيل والصديق والمربي، والأم هي نبع الحنان، كل هذه الأشياء الجميلة قد حُرِم منها الطفل اليتيم.
لذا وجب علينا أن نعطف عليه ونرعاه الى أن يكبر ويستطيع أن يعتمد على نفسه.
وهنا علينا أن نفرق بين حقه في الرعاية والاهتمام والابتعاد عن الشفقة والنظرة المتدنية له فهو طفل كباقي الأطفال يُنسب لوالده كما أمرنا الله تعالى وعلينا حق كفالته ورعايته وحسن معاملته ، وإليكم قصة قصيرة عن كفالة اليتيم ..
♥للمزيد عن كفالة اليتيم في الإسلام هنــا
قصة عن اليتيم للاطفال
دخل رجل في غير وقت الصّلاة إلى المسجد ، فوجد طفلاً يصلي ، تأمل ذلك الطفل فعرف أنه لم يبلغ العاشرة من عمره ..
كان قائما يصلي بخشوع يدعو الله ويبكي ..
انتظر الرّجل حتى انتهى الطّفل من صلاته و خاطبه : يا بنيّ .. ابنُ من أنت ؟
فطأطأ الطفل رأسه ليمسح دمعهُ ثم رفعه
و قال : يا عمُّ .. إنّني يتيم الأب و الأمِّ ..
فرقّ قلب الرجل لهُ و قال : أترضى أن تكون ابنًا لي؟
قال : هل إذا جعت تطعمني؟
قال : نعم
قال : و هل إذا عريتُ تكسوني ؟
قال : نعم
قال : هل إذا مرضت تشفيني؟
قال : ليس لي سبيلٌ إلى ذلك يا بنيّ ..
قال : و هل إذا متُّ تحييني؟
قال : ليس لي سبيل إلى ذلك
قال الطفل : إذا دعني يا عمُّ ، دعني للذي خلقني فهو يهدين ، و الذي يطعمني و يسقيني ،
و الذي إذا مرضت فهو يشفين ، و الذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ..
فانصرف الرجل و هو يردّد : آمنت بالله ! من توكّل على الله كفاهُ ..
ما شاء الله لنعم التربيةُ هذه ، ذهب والداهُ و تركا خلفهما رجلا يعتمد عليه و ليس يتيما ..
♥اقرأ أيضًا: يوم اليتيم العالمي :: World Orphan Day
قصص عن اليتيم في الإسلام
خرج الخليفة الفاروق أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب؛ليتفقد حال رعيته، كما يكون من الحاكم العادل
الذي يعتني بشعبه ويهتم لأمرهومعه صاحبه.
سار الخليفة العادل على قدميه حتى رآى من بعيد في الصحراء نارا موقدة،
فسارا إليها ليتقصى عن شأنها و يعرف صاحبها ، وعندما وصل إليها وجد سيدة تجلس أمام النار،
وعليها قدر كبير وحولها أطفالها وبينما هو كذلك إذ به يسمع أحد أطفالها يقول :
– أمي ..أمي
نظرت اليه وسألته بحنان :
– نعم يا بني
فقال والضعف يملأ صوته الصغير:
– أنا جائع يا أمي أريد أن آكل شيئا
فتعالى صوت أخيه الثاني وهو يقول مثل قول أخيه :
– أماه إني أكاد أموت جوعا أرجوك يا أمي هل حضر الطعام منذ زمن و نحن ننتظر
فرد ثالث قائلا:
– وأنا أيضا يا أمي متى ينضج طعامنا
ردت الأم و قلبها يكاد ينفطر حزنا وهي تدرك أنها لا تملك ما تمنحهم إياه:
– سيجهز قريبا يا أحبتي فقط صبرا جميلا والله سيرزقكم طعاما طيبا ألا تصبرون يا صغاري !
فسكن الأطفال وعادوا إلى الانتظار الممل مجددا.
وقف أمير المؤمنين أمامهم والدهشة تملأ نفسه بل وقف منهارا لا تكاد قدماه تحملانه لما رآى.
و قال بعطف وعيناه تفيضان من الدمع كأنها ماء السماء فاضت بماء منهمر وقلبه امتلأ حزنا :
– يا أم الأطفال ما هذا القدر؟
فقالت المرأة بأسى وهي لا تعرف أنه أمير المؤمنين الحاكم
– يا هذا إن أطفالي قد اشتد بهم الجوع وليس عندي من الطعام ما أقدمه لهم فوضعت ماءا في القدر ووضعت فيه بعض الحصى ووضعت القدر على النار و ليس فيه سوى الماء والحصى وأنا أشغل الأطفال حتى يناموا جوعى.
فقال عمر رضي الله عنه:
– مما تشكين يا أمة الله؟
قالت له:
-الله الله في عمر (أي تشكو إلى الله عمر رضي الله عنه)
ونزلت هذه الكلمة على قلب الحاكم العادل عمر كأنها الصاعقة فما كان يظن أن يقع يوما في
مثل هذا الموقف وهو الحاكم العادل وأمير المؤمنين الذي بايعوه ليقوم على أمرهم
فقال لها: وما شأن عمر يا أمة الله
فقالت: – أيتولى أمرنا ويغفل عنا ونحن رعيته
سمع عمر كل هذا وقلبه يتقطع لهذه الكلمات..
فما كان منه إلا أن أسرع إلى بيت مال المسلمين
وقال للمرأة قبل ذهابه:لا تحزني يا أمة الله لن ينام أطفالك اليوم إلا و قد شبعوا بإذن الله
دخل إلى مخازن الدقيق وحمل منه كيسا وقال للحارس:-أحمل علي هذا الكيس
فقال الحارس مستفسرا:- أعنك أم عليك يا أمير المؤمنين
قال عمر:- بل عليّ
♥اقرأ أيضًا: الطفلة اليتيمة قصة هادفة للأطفال مكتوبة
قصص عن كفالة اليتيم
فكرر الحارس سؤاله مستفسرا إذ كبر عليه أن يسير أمير المؤمنين حاملا الكيس على ظهره.
فقال له أمير المؤمنين عمر:- احمل عليّ الكيس فلست أنت من سيحمل عني ذنوبي يوم القيامة
لو سألني ربي عن أم الأيتام
فرفع الحارس الكيس على ظهر أمير المؤمنين وانطلق عمر مسرعا نحو المرأة وأطفالها.
اقترب من الأم وأبنائها فوقف وراء صخرة وأخذ يتأمل فيهم فقال له صاحبه : لنعد إلى البيت يا أمير المؤمنين فالبرد شديد
فقال عمر:-لا والله لن أمضي من هنا إلا وأترك الأطفال يضحكون كما وجدتهم من قبل يبكون
خرجت تلك الكلمات من قلب نبيل تدرب على حب الآخرين ودرس العطف والرفق في مدرسة النبوة الشريفة
وذهب عمر وأعد بنفسه الطعام للأيتام وعندما شبعوا واطمئن عليهم.
كان خيط النور قد بدا يغزو السماء وبدت الظلمة تنحدر نحو الأفق الواسع لتحل مكانها نسائم الفجر .
فعاد أمير المؤمنين وصاحبه إلى المسجد لصلاة الفجر وكم كان بكاءه شديدا رضي الله عنه من شدة تأثره
بما حصل في تلك الليلة العجيبة.
هل الله يحب اليتيم
ومن الغد طلب أن ينادوا المرأة التي كان رآها بالأمس.
جلس عمر رضي الله عنه وإلى جانبه الصحابي الجليل علي إبن أبي طالب والصحابي الجليل إبن مسعود.
وكان علي رضي الله عنه يقول لعمر يا عمر وإبن مسعود رضي الله عنه يقول يا عمر
فنظرت المرأة للرجل الذي يقولون له يا عمر وأدركت أنه الرجل الذي طبخ لأولادها عشاءهم وهو الرجل الذي قالت له تلك الكلمات القاسية فأحست بالخجل
فلما رآى عمر عليها صفرة الوجل وأحس بارتباكها قال:
-لا عليك يا أخية أنا ما دعوتك لهذا المكان إلا لتبيعي مظلمتك لي وتسامحيني لما كان مني.
فقالت :-ألتمس العفو يا أمير المؤمنين
فقال:-لا بد أن أشتري هذه المظلمة
فاشتراها بستمائة درهم من ماله الخاص وكتب في ذلك ورقة شهد عليها علي وابن مسعود
فقال حينها لمن حوله:-إذا مت فضعوها في كفني حتى ألقى بها الله
♥اقرأ أيضًا : 10 افكار جديدة ليوم اليتيم
كفالة اليتيم : شروطها
- أن يكون الكافل عاقل وعلى قدر من العلم والمسئولية لكفالة الطفل اليتيم .
- ألا يكون الكافل يعاني من أي أمراض نفسية أو اضطرابات قد تؤذي بنفسية الطفل اليتيم بشكل أو بآخر .
- استشارة طبيب مختص قبل البدء بكفالة اليتيم في حالة ضمه للأسرة .
- المقدرة النفسية والمادية لكافل اليتيم على ذلك .
- مقدرة الكافل على توفير مناخ مناسب وملائم للطفل .
- مقدرة كافل اليتيم على تنشئة الطفل تنشئة صحيحة وسليمة كما نصها ديننا الحنيف.
- أن يستطيع الكافل حمايته من الإساءة بالقول أو الفعل من المحيطين أو النظرات المتدنية .
المصدر : (صيد الفوائد )
ومن الناحية التربوية كنا بصدد قصة قصيرة عن كفالة اليتيم لتوضيح معنى الكفالة للأطفال حتى تنشأ محبة بين الطفل اليتيم وأقرانه من الأطفال بعيدًا أن أي سلوكيات ضارة سيئة لأحدهما وعلى الآباء والمعلمين توضيح أن الكفالة والرعاية سلوك إسلامي حثنا الدين عليه ويجب أن يشاركنا أطفالنا فيه وعلينا اصطحابهم لدور الأيتام والجمعيات والمؤسسات المخصصة بذلك
ويمكننا استخدام القصص كطريقة فعالة لحث وتشجيع أطفالنا على حسن التعامل والاهتمام بهؤلاء الأطفال ومراعاة مشاعرهم
قصة هدية الشتاء قصص هادفة قبل النوم للاطفال
قصة مصورة تهدف لمراعاة مشاعر الآخرين والاهتمام والعناية بالأطفال الأيتام
⇐للحصول على القصة مصورة من هنــا